النخبة القليلة الحاكمة بالمغرب تريد تطوير "أدرع إعلامية" لمواجهة منتقديها


 جاء في تقرير صدر حديثا عن منظمة "مراسلون بلاحدود" حول "النخب القليلة الحاكمة في العالم وعلاقتها بالإعلام"، أن النخبة الغنية التي تتقاسم المناصب الإدارية السامية للمغرب وإدارة الشركات العمومية والخاصة منذ عقود، توجد كذلك على رأس الإعلام، في بلد تسير فيه العائلات الكبرى من "الشرفاء"، "أهل فاس" و"العلماء"، إلى جانب الملك، شؤون المملكة.

وأشار تقرير "مراسلون بلاحدود" إلى الوزيرين في الحكومة المغربية الحالية، عزيز أخنوش وحفيظ العلمي، اللذان قال بخصوصهما إنهما يجمعان - في نفس الوقت - بين صفة "فرسان الملك" ورؤساء في عالم صحافة.  

وأضاف ذات التقرير، أن حفيظ العلمي، الذي نصب سنة 2013 في حكومة عبد الإله بنكيران، هو قبل كل شيء "رجل أعمال ناجح"، بحيث يوجد إسمه في المرتبة الـ 31 لقائمة أغنى رجال اعمال إفريقيا، موضحاً أن هذا الأخير يملك الجريدة اليومية "لي زيكو"، التي يتعملها بشكل منتظم في تعزيز صفته كوزير للصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي.

وذكرت "مراسلون بلاحدود" أن وزير الصناعة الحالي، أنشأ داخل مجموعته الاقتصادية "سهام"، سنة 2012، أول صندوق مغربي يُخصص لقطاع الإعلام، والذي بلغت ميزانيته 4.6 مليون يورو، وقد تم خلق هذا الصندوق من أجل هدف واحد هو شراء حصص في مؤسسات إعلامية لها مؤهلات قوية للنمو، فالعلمي صار الآن المساهم الأكبر في المجلة الشهرية "زمان" ذائعة الصوت بالمغرب، مشيرة في نفس الوقت إلى أنه معروف بأساليبه "المفترسة" في عالم المال والأعمال، بحيث أنه يريد تطوير "درع إعلامي" خاص به من أجل صد هجمات منتقديه.

وموازاة مع تسلمه لوزارة الصناعة في الحكومة الحالية، قالت بعض الأصوات في المغرب إنه وجب على حفيظ العلمي أن يستقيل من على رأس "سهام"، لأنه "ليس من المعقول أن يكون هذا الرجل على رأس وزارة الصناعة ورئيساً لاهم التكتلات الاقتصادية في المغرب"، ويبدو هذا التضارب في المصالح أزعج وقتئذ الوزير فاستقال من منصب مدير عام شركة "سهام"، يضيف التقرير.  
في نفس السياق، أورد التقرير أن عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، يسير إمبراطورية إعلامية يستعملها منذ مدة ليست بالقليلة في تعزيز صفته كوزير، بحيث قال عدد من الإعلاميين المغاربة، إنه من المستحيل أن تجد أي خبر سلبي عن الوزير أخنوش في منابره الإعلامية، مضيفة أنه ما من مرة استخدمت هذه الصحف في الرد على منتقديه.

وزاد التقرير موضحاً، أن حالة تضارب المصالح هذه لم تكن قط موضوع نقاش في البلاد، ربما لأن المغاربة لا يعرفون أن أخنوش شخص مقرب من الملك محمد السادس، وهي ميزة نادرة في المملكة الشريفة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire