هل تعلم أن اقتصاد «دولة إسرائيل»، التي تقعُ في رقعةٍصغيرة جدًا، وتفتقر تقريبًا للموارد الطبيعيَّة، يعتبر من أقوى اقتصادات المنطقة؟ وأنها تتفوق على الولايات المتحدة نفسها في بعض القطاعات، كقطاع البحث العلمي؟ وبالرغم من تجذُّر «الصراع العربي الإسرائيلي» بينها وبين جميع جيرانها تقريبًا، إلا أنها تعتبر من الأقوى من بينهم، في هذا التقرير معلوماتٌ ستفاجئكَ عن هذا الاقتصاد.
هل تعلم أن إسرائيل تمتلك وكالة فضاء منذ الثمانينات؟
تم انشاء وكالة للفضاء إسرائيلية ISA في العام 1983تعنى بتحديث البرنامج الإسرائيلي الفضائي بالأبحاث العلمية والتجارية، وتعمل على تحقيق رؤية تم الإفصاح عنها في العام 2005 وهي «إبقاء وتوسيع وجة المقارنة بالنسبة لإسرائيل ووضعها بين الدول العظمى للبحوث الفضائية». بينما لا توجد أية وكالة للفضاء عربية. وفي سبيل تحقيق هذه الغايات وقعت وكالة الفضاء الإسرائيلية العديد من اتفاقيات التعاون مع وكالات الفضاء الأخرى، مثل: «ناسا» NASA الولايات المتحدة، «CNES»
فرنسا، «CSA / ASC»
ألمانيا، «NSAU»
أوكرانيا، «RKA»
رقم 18 عالميًّا في الموارد البشرية
تهتم إسرائيل اهتمامًا بالغًا بالمورد البشري وتعتبره الركيزة الأساسية لنمو الدولة التي تعاني من ندرة الموارد الطبيعية. اعتبارًا من 2015 أصبحت إسرائيل في المرتبة 18 عالميًا في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة من أصل 188 دولة، الأمر الذي يضعها في فئة «درجة عالية من التطور جدًا» مما يجعلها أعلى مرتبة في الشرق الأوسط، ومتجاوزة دولًا أوروبية، مثل: النمسا وفرنسا وفنلندا. على المستوى العربي جاءت قطر في المرتبة الأولى عربيًا في المركز 32 عالميًا، وتذيلت جيبوتي القائمة العربية في المركز 168 عالميًا.
التعليم: أفضل من جميع الدول العربية!
يعتبر التعليم الجامعي في إسرائيل من أرقى أنواع التعليم في العالم، وتمتلك رابع أكبر نسبة لحملة الشهادات بين المواطنين في العالم، كما تبلغ نسبة الأمية 2.9% فقط. وبلغت نسبة الإنفاق على التعليم عام 2008 حوالي 27.5 مليار دولار.
يوجد في إسرائيل 8 جامعات تحتل مراكز مرموقة في تصنيفات الجامعات على المستوى الدويى؛ وفقًا لتصنيف «Webometrics» دخلت 6 جامعات إسرائيلية في لائحة أفضل 100 جامعة في آسيا، ووفقًا لتصنيف «لجياو تونغ شنغهاي« الأكاديمي العالمي وصلت 3 جامعات إسرائيلية إلى لائحة أفضل 150 جامعة في العالم، وهي «الجامعة العبرية» في القدس في المركز 67، و«معهد التكنولوجيا الإسرائيلي» (التخنيون) في المركز 77 ، و«معهد وايزمان للعلوم» في المركز 148. في حين تتقهقر الجامعات العربية في تصنيفات متدنية؛ فوفقًا لتصنيف «Webometrics» فإن أول جامعة عربية هي «جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية» ويقع ترتيبها عالميًا في المركز 338، ووفقًا لتصنيف «لجياو تونغ شنغهاي« الأكاديمي العالمي جاءت أول جامعة عربية، وهي «جامعة الملك عبد العزيز» بالمملكة العربية السعودية في المركز 159 عالميًا.
أعلى من أمريكا وأوروبا في البحث العلمي
يعتبر البحث العلمي في إسرائيل أولوية قومية تحظى باهتمامٍ بالغ، حيث تعتبر إسرائيل من أعلى الدول التي تنفق على البحث العلمي بالنسبة إلى الناتج القومي، حيث تنفق ما قيمته 4.7%، وتنفق الولايات المتحدة 2.7%، وألمانيا حوالي 2.6%، وبريطانيا حوالي 1.8%، والدول العربية مجتمعه0.2%.
لذا وصلت أعداد براءات الاختراع إلى 1166 في العام 2008، بينما سجل العرب مجتمعين حوالي 836 براءة اختراع في كل تاريخ حياتهم، وهو ما يمثل 5% من عدد براءات الاختراع المسجلة في إسرائيل، كما تم تأليف ونشر 6866 كتابًا. أما بالنسبة لنشر الأبحاث العلمية في المجلات المحكمة، فقد نشر الباحثون الإسرائيليون 138881 بحثًا محكمًا، كما ترتفع جودة ونوعية هذه الأبحاث، ويمكن الاستدلال على ذلك من عدد الاقتباسات لتلك الأبحاث، ومعامل(H) الذي يعبر عن مدى انتاجية دولة معينة للعلوم، ومدى تأثير تلك العلوم على المعرفة الإنسانية، فقد بلغ عدد اقتباسات الأبحاث الإسرائيلية مليون و721,735 اقتباس، بينما الدول العربية 620.000 اقتباس فقط، وبلغ معامل الفعالية(H) لإسرائيل 293، بينما الدول العربية مجتمعةً 40.
الناتج المحلي الإجمالي GDP
ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 140 ضعف، كما بالشكل أعلى الفقرة، من الفترة بين العام 1960 إلى 2015 ، حيث بلغ إجمالي الناتج المحلي في عام 2015 حوالي 296 مليار دولار، وفقًا لبيانات البنك الدولي؛ ما يضعها في المركز 36 عالميًا، في ترتيب الدول وفقًا لإجمالي الناتج المحلي. كما بلغ معدل النمو الاقتصادي في 2015 حوالي 2.6%.
السلع والخدمات: ترتفع بالرغم من قلة الموارد الطبيعية
تشمل القطاعات الصناعية الرئيسة منتجات التكنولوجيا العالية والمنتجات والمعدات الالكترونية والطب الحيوي والمنتجات الزراعية والأغذية المصنعة والمواد الكيميائية والمستحضرات الصيدلانية ومعدات النقل، كما تعد صناعة الألماس الإسرائيلية واحدة من المراكز العالمية لقطع الألماس والتلميع.
ومع ذلك فإسرائيل فقيرة نسبيًا في الموارد الطبيعية، وتعتمد على واردات النفط، والمواد الخام، والقمح، والسيارات، والألماس المصقول، ومدخلات الإنتاج. على الرغم من أن الاعتماد الكلي تقريبًا في البلاد على واردات الطاقة قد يتغير مع الاكتشافات الحديثة لاحتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي قبالة سواحلها، كما أن لها دور بارز في صناعة الطاقة الشمسية من جهه أخرى. إسرائيل تنشط أيضًا في مجال البرمجيات، والاتصالات السلكية واللاسلكية وأشباه الموصلات.
ثلث الصادرات الإسرائيلية من قطاع الخدمات
يعتبر قطاع الخدمات الأضخم في حجم الاقتصاد الإسرائيلي، فوفقًا لوكالة المخابرات الأمريكية CIAفي عام 2012 ساهم قطاع الخدمات بـ 66.1% من الناتج المحلي الإجمالي، ووظف وفقًا لبيانات البنك الدولي حوالي 77% من إجمالي القوة العاملة. كما أنه يوفر ثلث الصادرات الإسرائيلية، فقد بلغت قيمة الصادرات من قطاع الخدمات في العالم 2012 حوالي 31.2 مليار دولار وفقًا لبيانات مكتب
الإحصاء المركزي الإسرائيلي.
الإحصاء المركزي الإسرائيلي.
وثلاثة أرباع الصادرات من القطاع الصناعي!
وفقًا لوكالة المخابرات الأمريكية CIA في عام 2012 فإن القطاع الصناعي ساهم في 31.4% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ويعمل 20% من القوة العاملة في هذا القطاع وفقًا لبيانات البنك الدولي. كما يمثل القطاع الصناعي ثلاثة أرباع صادرات إسرائيل، وتجتذب الصناعات أكثر من ثلث الاستثمارات في البلاد.
أكبر عدد من العلماء والفنيين والمهندسين في العالم في قطاع التكنولوجيا
العلوم والتكنولوجيا في إسرائيل هي واحدة من القطاعات الأكثر تطورًا، نسبة الإسرائيليين الذين يشاركون في البحث العلمي والتكنولوجي، والمبلغ الذي تم انفاقه على البحث والتطوير R&D بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي هو من بين أعلى المعدلات في العالم.
إسرائيل تحتل المرتبة الرابعة في العالم في النشاط العلمي، والتي تقاس بعدد المنشورات العلمية لكل مليون مواطن. نسبة إسرائيل من إجمالي عدد المقالات العلمية المنشورة عالميًا هي أعلى بـ 10 مرات من النسبة المئوية لسكان العالم. وعلى الرغم من صغر حجم السكان إلى الدول الصناعية الأخرى في جميع أنحاء العالم، إسرائيل لديها أكبر عدد من العلماء والفنيين والمهندسين بمعدل 140 منهم لكل 10 آلاف موظف، وبالمقارنة فإن أمريكا لديها 85 لكل 10 آلاف، واليابان لديها 83 لكل 10 آلالاف.
وقد ساهم العلماء الإسرائيليون في تقدم العلوم الطبيعية والعلوم الزراعية وعلوم الحاسب والإلكترونيات وعلم الوراثة والطب والبصريات والطاقة الشمسية ومختلف المجالات الهندسية. ويعيش في إسرائيل اللاعبون الرئيسون في صناعة التكنولوجيا العالمية. في عام 1998 سمت مجلة «نيوزويك» تل أبيب بواحدة من المدن العشر الأكثر نفوذًا في العالم. في عام 2012 تم تعيينها كواحدة من أفضل الأماكن للشركات لبدء تشغيل التكنولوجيا الفائقة. وصاحبة المركز الثاني بعد كاليفورنيا. في 2013 كررت تل أبيب هذا الإنجاز؛ حيث صنفتها الصحيفة الأمريكية «بوسطن جلوب» كثاني أفضل مدينة للأعمال التجارية الناشئة بعد «وادي السليكون». يتم إنشاء 200 شركة ناشئة سنويًا، وأكثر من 2500 شركة ناشئة تعمل في جميع أنحاء البلاد.
الصناعات العسكرية: من أوائل الدول المصدرة للعالم
توسعت شركات تصنيع الأسلحة توسعًا كبيرًا خلال العقود الماضية، مثل رافائيل ومؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) ومؤسسة الصناعات العسكرية الإسرائيلية (IMI) أو (TA-AS)، من حيث حجم ومستويات الأسلحة المتطورة، حيث تطورت من إنتاج الأسلحة النارية الأساسية إلى نظم الأسلحة المعقدة ذات المستوى التكنولوجي العالي. وبسبب المبالغ الضخمة التي تنفقها إسرائيل على البحث العلمي في مجال التسليح، فقد أصبحت من أوائل الدول المصدرة للسلاح في العالم؛ حيث تصل مبيعاتها المعلنة من السلاح سنويًا أكثر من 2.5 مليار دولار، بينما ارتفعت واردات الأسلحة من قبل دول الشرق الأوسط بنسبة 61% بين الفترتين من 2006 إلى 2010 و2011 إلى 2015، حيث احتلت السعودية المركز الثاني، فيما جاءت الإمارات في المركز الرابع ضمن الخمس دول الأكثر استيرادًا للأسلحة في العالم في الفترة بين عامي 2010 و2014، بحسب ما ذكره موقع «ديفينس نيوز».
صناعة الألماس
إسرائيل واحدة من ثلاث مراكز رئيسة في العالم للألماس المصقول، جنبًا إلى جنب مع بلجيكا والهند. الولايات المتحدة هي أكبر سوق للتصدير بما تمثل 36% من سوق التصدير الكلي للألماس المصقول، في حين لم تزل هونج كونج في المرتبة الثانية بنسبة 28%، وتأتي بلجيكا ثالثًا بنسبة 8%.
قطاع الزراعة: الاكتفاء الذاتي
2.8% من الناتج المحلي للبلاد من الزراعة، إجمالي قوة العمل 2.7 مليون عامل يعمل منهم 2.6% في الإنتاج الزراعي في حين 6.3% يعملون في الخدمات الزراعية. تستورد إسرائيل كميات كبيرة من الحبوب (ما يقرب من 80% من الاستهلاك المحلي)، وتعتبر إلى حد ما مكتفية ذاتيًا من المنتجات الزراعية والمواد الغذائية الأخرى. الموالح لا تزال الصادرات الزراعية الرئيسة في إسرائيل، مثل الجريب فروت، والبرتقال، والليمون. صادرات البلاد تزيد قيمتها عن 1.3 مليار دولار من المنتجات الزراعية سنويًا.
السياحة
تعتبر إسرائيل وجهه سياحية رئيسة؛ حيث قام بزيارتها في 2013 حوالي 3.54 مليون سائح أجنبي، وتعتبر مصدر مهم من مصادر الدخل القومي؛ حيث ساهمت السياحة في 2008 بنسبة 4.7% من إجمالي الناتج المحلي، ويشكل عدد السياح من الولايات المتحدة 18% ثم تأتي بلدان، مثل: روسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا من أكثر الدول التي تزور إسرائيل. تضم إسرائيل العديد من الأماكن التاريخية والدينية، بالإضافة إلى الشواطئ والمنتجعات السياحية والمتاحف الأثرية، فهي تعتبر من أكبر البلاد التي تمتلك عدد متاحف في العالم.
الطاقة
تاريخيًا اعتمدت إسرائيل على الواردات الخارجية لتلبية معظم احتياجاتها من الطاقة، وتنفق مبلغًا يعادل أكثر من 5% من الناتج المحلي على واردات منتجات الطاقة، ويعتمد قطاع النقل بشكل رئيس على البنزين ووقود الديزل، في حين يتم إنتاج معظم الكهرباء باستخدام الفحم المستورد. اعتبارًا من 2013 كانت إسرائيل تستورد نحو 100 مليون برميل من النفط سنويًا. البلاد تمتلك احتياطات ضئيلة من النفط الخام، ولكن لديها وفرة موارد غاز طبيعي محلية تم اكتشافها بكميات كبيرة في البحر المتوسط ابتداًء من عام 2009 بعد عقود طويلة من عمليات الاستكشاف غير الناجحة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire