في الفترة الأخيرة تداولت وسائل الإعلام وبشكل كبير ومتواصل ما سمته تارة بـ"النزيف" داخل العدالة والتنمية، وما سمته تارة أخرى بــ"الإنشقاق الكبير"، أو "الزلزال التنظيمي" وغيره، والتي تتحدث جميعا عن بعض الأشخاص الذين لم يعودوا محسوبين على حزب العدالة والتنمية، والذين شدوا الرحال نحو "البام".
ما لا يعلمه الكثيرون، أن أغلب الذين وردت أسماؤهم في هذه الأخبار، لم يستقيلوا كما تم الترويج لذلك في الإعلام، بل إن الحزب أقال عددا منهم، حين تبين له عدم التزامهم التنظيمي والسياسي ومخالفتهم للقوانين المؤطرة للعضوية بالحزب، خصوصا وأنه قد انكشف أن هدف انخراطهم هو الترشح في الانتخابات، وليس النضال السياسي، وهو الأمر الذي تأكد بعد أن قاموا بالترشح أو دعم لوائح أخرى حين لم يقع اختيار القواعد لهم للترشح في الانتخابات الماضية.
- الحزب من طردهم..
في الثامن من مارس 2016، أصدرت هيئة التحكيم الجهوية لمراكش، قرارها التحكيمي عدد 4/2016 بحق عدد من الأعضاء، حيث قررت تجريدهم من العضوية في الحزب وطردهم من جميع هياكله التنظيمية، وتعلق الأمر بكل من "مصطفى شكراط، المحجوب الفحيلي، رشيد المرابط، برباز رضوان، رشيد بوقري، السعيد اليشري، عبد الرحمن دوخري، توفيق شكراط، يوسف الزبيدة، عبد الصادق امسكالي، محمد الصدقالي، عبد الحكيم أيت بلعيد، عبد المالك المنصوري، محمد البلاج، مولاي مصطفى مطهر، جمل علال الخير".
- مزاعم الخروج الواهية..
أوردت وسائل إعلام على لسان هؤلاء المعنيين، أن سبب "مغادرتهم" للعدالة والتنمية هو التحكم وغياب الديموقراطية الداخلية، وإن كان الأمر قد أثار سخرية الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا وأنهم لجأوا الى حزب لا يختلف إثنان على أن لا ممارسة ديموقراطية داخلية لديه، وشواهد الواقع منذ سنوات متوفرة.
وفي هذا الصدد، علق سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على هذه الأخبار، قائلا: "يا جبل ما يهزك ريح"، مضيفا "نحن مع حق الأفراد في الالتحاق بأي حزب يريدون". وأشار في تصريح لموقع الأول، إلى أنه يجب طرح السؤال، حول أسباب هذا الترحال السياسي، "فنحن معروفون بديمقراطيتنا الداخلية التي يشهد بها الجميع، ومعلوم أننا نشتغل خارج منطق الكولسة"، يقول نائب الأمين العام للعدالة والتنمية.
- سكال: غادروا لأنهم طمعوا في مناصب معينة
من جهته، نفى رئيس قسم التنظيم والتواصل الداخلي لحزب العدالة والتنمية، عبد الصمد سكال، نفيا قاطعا ادعاءات العناصر المعدودة التي استقبلها حزب "البام" بكون "سبب مغادرتهم الحزب راجع إلى غياب الديموقراطية الداخلية".
وأضاف سكال، في تصريح لقناة "فرانس 24" نهاية الأسبوع الماضي، أن أمر التحاق العناصر المذكورة بحزب "البام" لا يستحق كل هذه البهرجة لأنه يتعلق بمجرد أشخاص معدودين على رؤوس الأصابع، موضحا أنهم إما أفراد اتخذت في حقهم إجراءات تنظيمية وتمت إقالتهم من الحزب، وإما أشخاص كانت لديهم طموحات وقدموا استقالتهم لما أيقنوا ألا فرصة لديهم في الوصول إلى المناصب المرجوة وضاقت صدورهم بالآليات الديمقراطية المتبعة، ولم تسعهم مساحة الرأي الداخلية، وبالتالي ذهبوا يبحثون عن ضالتهم خارج العدالة والتنمية.
- سيكوري: ديموقراطيتنا الداخلية رأس مالنا
من جانبه، قال عبد السلام سيكوري، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بمراكش أسفي، إن الحديث عن "هجرة جماعية" من حزب العدالة والتنمية إلى حزب "التراكتور"، تنفيه الوقائع والأحداث والوجوه التي تم تقديمها.
وأضاف سيكوري أنه "لكل الحرية في اختيار ما يناسبه، لكن أن يتم الترويج على أن هؤلاء من القيادات وأن مغادرتهم كانت بسبب غياب الديمقراطية الداخلية، فهذا من باب الكذب على المغاربة الذين لن ينطلي عليهم ذلك"، مبرزا أن "الديمقراطية الداخلية هي رأس مال الحزب، وأن البعض يجدها غير متناسبة مع طموحاته الشخصية فيوجه إليها سهامه المسمومة".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire